فصل: إشارة رسول الله صلى الله عليه و سلم على أصحابه بالهجرة

مساءً 6 :0
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
29
الإثنين
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سيرة ابن هشام المسمى بـ «السيرة النبوية» **


 ذكر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة

 إشارة رسول الله صلى الله عليه و سلم على أصحابه بالهجرة

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُصيب أصحابه من البلاء ، وما هو فيه من العافية ، بمكانه من الله ومن عمه أبي طالب ، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء ، قال لهم ‏‏:‏‏ لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يُظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق ، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه ‏‏.‏‏

فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة ، مخافة الفتنة ، وفرارا إلى الله بدينهم ، فكانت أول هجرة كانت في الإسلام ‏‏.‏‏

 أوائل المهاجرين إلى الحبشة

وكان أول من خرج من المسلمين من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏:‏‏ عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، معه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏

ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، معه امرأته ‏‏:‏‏ سهلة بنت سهيل بن عمرو ، أحد بني عامر بن لؤي ، ولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة ‏‏.‏‏

ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي ‏‏:‏‏ الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ‏‏.‏‏

ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ مصعب بن عمير بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار ‏‏.‏‏

ومن بني زهرة بن كلاب ‏‏:‏‏ عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ‏‏.‏‏

ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة ‏‏:‏‏ أبو سلمة بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ‏‏.‏‏

ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب ‏‏:‏‏ عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ‏‏.‏‏

ومن بني عدي بن كعب ‏‏:‏‏ عامر بن ربيعة ، حليف آل الخطاب ، من عنـز بن وائل - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ و يقال ‏‏:‏‏ من عنـزة بن أسد بن ربيعة - معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبدالله بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب ‏‏.‏‏

ومن بني عامر بن لؤي ‏‏:‏‏ أبو سبرة بن أبي رُهْم بن عبدالعزى بن أبي قيس ابن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ؛ ويقال ‏‏:‏‏ بل أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ؛ ويقال ‏‏:‏‏ هو أول من قدمها ‏‏.‏‏

ومن بني الحارث بن فهر ‏‏:‏‏ سهيل بن بيضاء ، و هو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن أُهيب بن ضبة بن الحارث ‏‏.‏‏

فكان هؤلاء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى أرض الحبشة ، فيما بلغني ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وكان عليهم عثمان بن مظعون ، فيما ذكر لي بعض أهل العلم ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم خرج جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، وتتابع المسلمون حتى اجتمعوا بأرض الحبشة ، فكانوا بها ، منهم من خرج بأهله معه ، ومنهم من خرج بنفسه لا أهل له معه ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني هاشم إلى أرض الحبشة

و من بني هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏:‏‏ جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ، معه امرأته أسماء بنت عُميس بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة بن خثعم ، ولدت له بأرض الحبشة عبدالله بن جعفر ، رجل ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني أمية إلى أرض الحبشة

ومن بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عثمان بن عفان بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس ، معه امرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية ، معه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث بن خُمْل بن شقّ بن رقبة بن مخُدج الكناني ، وأخوه خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، معه امرأته أُمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جُعْثمة بن سعد بن مُليح بن عمرو ، من خزاعة ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ همُينة بنت خلف ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ولدت له بأرض الحبشة سعيد بن خالد ، وأمه بنت خالد ، فتزوج أمة بعد ذلك الزبير بن العوام ، فولدت له عمرو بن الزبير ، وخالد بن الزبير ‏‏.‏‏

 

المهاجرون من بني أسد إلى أرض الحبشة

ومن حلفائهم ، من بني أسد بن خزيمة ‏‏:‏‏ عبدالله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ؛ وأخوه عبيد الله بن جحش ، معه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية ؛ وقيس بن عبدالله ، رجل من بني أسد بن خزيمة ، معه امرأته بركة بنت يسار ، مولاة أبي سفيان بن حرب بن أمية ؛ ومعيقيب بن أبي فاطمة ‏‏.‏‏ وهؤلاء آل سعيد بن العاص ، سبعة نفر ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ومُعيقيب من دوس ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني عبد شمس إلى الحبشة

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ، أبو حذيفة بن عتبة ابن ربيعة بن عبد شمس ؛ وأبو موسى الأشعري ، واسمه عبدالله بن قيس ، حليف آل عتبة بن ربيعة ، رجلان ‏‏.‏‏

 

المهاجرون من بني نوفل إلى الحبشة

ومن بني نوفل بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ، حليف لهم ، رجل ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني أسد إلى الحبشة

ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي ‏‏:‏‏ الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ، والأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد ، ويزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ، وعمرو بن أمية بن الحارث بن أسد ، أربعة نفر ‏‏.‏‏

 

المهاجرون من بني عبد بن قصي إلى الحبشة

ومن بني عبد بن قصي ‏‏:‏‏ طُليب بن عمير بن وهب بن أبي كبير بن عبد بن قصي ، رجل ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني عبدالدار بن قصي إلى الحبشة

ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار ؛ وسويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عُميلة بن السباق ابن عبدالدار ؛ وجهم بن قيس بن عبد شُرحبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبدالدار ، معه امرأته أم حرملة بنت عبدالأسود بن جذيمة بن أقيش ابن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مُليح بن عمرو ، من خزاعة ؛ وابناه ‏‏:‏‏ عمرو بن جهم وخزيمة بن جهم ؛ وأبو الروم ابن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار ؛ وفراس بن النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبدالدار ، خمسة نفر ‏‏.‏‏

 

المهاجرون من بني زهرة إلى الحبشة

ومن بني زهرة بن كلاب ‏‏:‏‏ عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد ابن الحارث بن زهرة ؛ وعامر بن أبي وقاص وأبو وقاص ، مالك بن أهيب ابن عبد مناف بن زهرة ؛ والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ، معه امرأته رملة بنت أبي عوف بن ضُبيرة بن سُعيد بن سعد بن سهم ، ولدت له بأرض الحبشة عبدالله بن المطلب ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني هذيل إلى الحبشة

ومن حلفائهم من هذيل ‏‏:‏‏ عبدالله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم ابن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ، وأخوه ‏‏:‏‏ عتبة بن مسعود ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بهراء إلى الحبشة

ومن بهراء ‏‏:‏‏ المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد ابن أبي أهوز بن أبي فائش بن دُريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ هزل بن فاس بن ذر ، ودَهير بن ثور ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكان يقال له المقداد بن الأسود بن عبد يغوث ‏بن وهب بن عبد مناف بن زهرة ، وذلك أنه تبناه في الجاهلية ، وحالفه ستة نفر ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني تيم إلى الحبشة

ومن بني تيم بن مرة ‏‏:‏‏ الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، معه امرأته ريطة بنت الحارث بن جبلة بن عامر ابن كعب بن سعد بن تيم ، ولدت له بأرض الحبشة موسى بن الحارث ، وعائشة بنت الحارث ، وزينب بنت الحارث ، وفاطمة بنت الحارث ، وعمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، رجلان ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني مخزوم إلى الحبشة

ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة ‏‏:‏‏ أبو سلمة بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، ومعه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة ابن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، ولدت له بأرض الحبشة زينب بنت أبي سلمة ، واسم أبي سلمة ‏‏:‏‏ عبدالله ، واسم أم سلمة ‏‏:‏‏ هند ، وشماس بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هَرْمي بن عامر بن مخزوم ‏‏.‏‏

خبر الشماس

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ واسم شماس ‏‏:‏‏ عثمان ، وإنما سمي شماسا ، لأن شماسا من الشمامسة ، قدم مكة في الجاهلية ، وكان جميلا فعجب الناس من جماله ، فقال عتبة بن ربيعة ، وكان خال شماس ‏‏:‏‏ أنا آتيكم بشماس أحسن منه ، فجاء بابن أخته عثمان بن عثمان ، فسمي شماسا ‏‏.‏‏ فيما ذكر ابن شهاب وغيره ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وهبار بن سفيان بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم ؛ وأخوه عبدالله بن سفيان ؛ وهشام بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن مخزوم ؛ وسلمة بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ‏‏.‏‏

 المهاجرون من حلفاء بني مخزوم إلى الحبشة

ومن حلفائهم ‏‏:‏‏ معتب بن عوف بن عمر بن الفضل بن عفيف بن كليب ابن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو ، من خزاعة ، وهو الذي يقال له ‏‏:‏‏ عَيْهامة ، ثمانية نفر ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ حُبشية بن سلول ، وهو الذي يقال له معتب بن حمراء ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني جمح إلى الحبشة

ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب ‏‏:‏‏ عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ؛ وابنه السائب بن عثمان ؛ وأخواه قدامة بن مظعون ، وعبدالله بن مظعون ؛ وحاطب بن الحارث بن معمر ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، معه امرأته فاطمة بنت المجلَّل بن عبدالله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ؛ وابناه ‏‏:‏‏ محمد بن حاطب ، والحارث بن حاطب ، وهما لبنت المجلل ؛ وأخوه حطاب بن الحارث ، معه امرأته فكيهة بنت يسار ؛ وسفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، معه ابناه ‏‏:‏‏ جابر بن سفيان ، وجنادة بن سفيان ، ومعه امرأته حسنة ، وهي أمهما ، وأخوهما من أمهما شرحبيل بن حسنة ، أحد الغوث ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ شرحبيل بن عبدالله أحدُ الغوث بن مر ، أخي تميم بن مر ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح ، أحد عشر رجلا ‏‏.‏‏

 من هاجر إلى الحبشة من بني سهم

ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ وعبدالله بن الحارث بن قيس ابن عدي بن سعد بن سهل ، وهشام بن العاص بن وائل بن سعد بن سهم ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ وأبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ وعبدالله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ والحارث بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ ومَعْمَر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ وبشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ وأخ له من أمه من بني تميم ، يقال له ‏‏:‏‏ سعيد بن عمرو ؛ وسعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ والسائب بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ؛ وعمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعد بن سهم ‏‏.‏‏ ومحَمية بن الجزاء ، حليف لهم ، من بني زبيد ، أربعة عشر رجلا ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني عدي إلى الحبشة

ومن بني عدي بن كعب ‏‏:‏‏ معمر بن عبدالله بن نضلة بن عبدالعزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي ؛ وعروة بن عبدالعزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي ؛ وعدي بن نضلة بن عبدالعزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي ؛ وابنه النعمان بن عدي ؛ وعامر بن ربيعة ، حليف لآل الخطاب ، من عنـز بن وائل ، معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني عامر إلى الحبشة

ومن بني عامر بن لؤي ‏‏:‏‏ أبو سبرة ابن أبي رهم بن عبدالعزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ، معه امرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ؛ وعبدالله بن مخرمة بن عبدالعزى بن أبي قيس ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ، وعبدالله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن مالك بن حسل بن عامر ؛ وسليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ؛ وأخوه السكران بن عمرو ، معه امرأته سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ؛ ومالك بن زمعة ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ، معه امرأته عمرة بنت السعدي بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ؛ وحاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ؛ وسعد بن خولة ، حليف لهم ‏‏.‏‏ ثمانية نفر ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ سعد بن خولة من اليمن ‏‏.‏‏

 المهاجرون من بني الحارث إلى الحبشة

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني الحارث بن فهر ‏‏:‏‏ أبو عبيدة بن الجراح ، وهو عامر بن عبدالله بن الجراح بن هلال بن أُهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر ؛ وسهيل بن بيضاء ، وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ، ولكن أمه غلبت على نسبه ، فهو ينسب إليها ، وهي دعد بنت جحدم بن أمية من ظرب بن الحارث بن فهر ، وكانت تدعى بيضاء ؛ وعمرو بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ؛ وعياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ، ويقال ‏‏:‏‏ بل ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث ؛ وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث ؛ وعثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث ؛ وسعد بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث بن فهر ؛ والحارث بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث بن فهر ‏‏.‏‏ ثمانية نفر ‏‏.‏‏

 عدد مهاجري الحبشة

فكان جميع من لحق بأرض الحبشة ، وهاجر إليها من المسلمين ، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم صغارا وولدوا بها ، ثلاثة وثمانين رجلا ، إن كان عمار بن ياسر فيهم ، وهو يشك فيه ‏‏.‏‏

 شعر عبدالله بن الحارث في الهجرة إلى الحبشة

وكان مما قيل من الشعر في الحبشة ، أن عبدالله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ، حين أمنوا بأرض الحبشة ، وحمدوا جوار النجاشي ، وعبدوا الله لا يخافون على ذلك أحدا ، وقد أحسن النجاشي جوارهم حين نزلوا به ، قال ‏‏:‏‏

يا راكبا بلغن عني مغلغلة * من كان يرجو بلاغ الله والدينِ

كل امرىء من عباد الله مضطهد * ببطن مكة مقهور ومفتون

أنا وجدنا بلاد الله واسعة * تنجي من الذل والمخزاة والهون

فلا تقيموا على ذل الحياة وخز ي * في الممات وعيب غير مأمون

إنا تبعنا رسول الله واطَّرحوا * قول النبي وعالوا في الموازين ‏

فاجعل عذابك بالقوم الذين بغوا * وعائذا بك ان يعلوا فيُطغوني

وقال عبدالله بن الحارث أيضا ، يذكر نفي قريش إياهم من بلادهم ، ويعاتب بعض قومه في ذلك ‏‏:‏‏

أبت كبدي ، لا أكذبنك ، قتالهم * علي وتأباه علي أناملي

وكيف قتالي معشرا أدبوكم * على الحق أن لا تأشبوه بباطل

نفتهم عباد الجن من حر أرضهم * فأضحوا على أمر شديد البلابل

فإن تك كانت في عدي أمانة * عدي بن سعد عن تُقى أو تواصل

فقد كنت أرجو أن ذلك فيكم * بحمد الذي لا يُطَّـبى بالجعائل

وبُدلت شبلا شبل كل خبيثة * بذي فجر مأوى الضعاف الأرامل

وقال عبدالله بن الحارث أيضا ‏‏:‏‏

وتلك قريش تجحد الله حقه * كما جحدت عاد ومدين والحِجْرُ

فإن أنا لم أبرق فلا يسعنَّني * من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر

بأرض بها عبد الإله محمد * أُبـين ما في النفس إذ بُلغ النقر ‏

فَسُمِّي عبدالله بن الحارث - يرحمه الله - لبيته الذي قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ المبرق ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏

 شعر عثمان بن مظعون في ذلك

وقال عثمان بن مظعون يعاتب أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ، وهو ابن عمه ، وكان يؤذيه في إسلامه ، وكان أمية شريفا في قومه في زمان ذلك ‏‏:‏‏

أتيمَ بن عمرو للذي جاء بِغضة * ومن دونه الشرمان والبرك أكتعُ

أأخرجتني من بطن مكة آمنا * وأسكنتني في صرح بيضاء تقذع

تريش نبالا لا يُواتيك ريشُها * وتبري نبالا ريشها لك أجمع

وحاربتَ أقواما كراما أعزة * و أهلكت أقواما بهم كنت تفزع

ستعلم إن نابتك يوما ملمة * وأسلمك الأوباش ما كنت تصنع

وتيم بن عمرو ، الذي يدعو عثمان ، جمح ، كان اسمه تيما ‏‏.‏‏

إرسال قريش إلى الحبشة في طلب المهاجرين إليها

 من أرسلتهما قريش في طلب المهاجرين

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ، وأنهم قد أصابوا بها دارا وقرارا ، ائتمروا بينهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش جلدين إلى النجاشي ، فيردهم عليهم ، ليفتنوهم في دينهم ، ويخرجوهم من دارهم ، التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها ؛ فبعثوا عبدالله بن أبي ربيعة ، وعمرو بن العاص بن وائل ، وجمعوا لهما هدايا للنجاشي ولبطارقته ، ثم بعثوهما إليه فيهم ‏‏.‏‏

 شعر أبي طالب للنجاشي يحضه على الدفع عن المهاجرين

فقال أبو طالب ، حين رأى ذلك من رأيهم وما بعثوهما فيه ، أبياتا للنجاشي يحضه على حسن جوارهم والدفع عنهم ‏‏:‏‏

ألا ليت شعري كيف في النأي جعفر * وعمرو وأعداء العدو الأقارب

وهل نالت أفعال النجاشي جعفرا * وأصحابه أو عاق ذلك شاغب

تعلم ، أبيت اللعن ، أنك ماجد * كريم فلا يشقى لديك المجانب

تعلم بأن الله زادك بسطة * وأسباب خير كلها بك لازب

وأنك فيض ذو سجال * غزيرة ينال الأعادي نفعها والأقارب

 حديث أم سلمة عن الرسولين اللذين أرسلتهما قريش للنجاشي

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني محمد بن مسلم الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت ‏‏:‏‏ لما نزلنا أرض الحبشة ، جاورنا بها خير جار النجاشي ، أمِنَّا على ديننا ، وعبدنا الله تعالى لا نُؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه ؛ فلما بلغ ذلك قريشا ، ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جلدين ، وأن يُهدوا للنجاشي هدايا مما يُستطرف من متاع مكة ، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدم ، فجمعوا له أدما كثيرا ، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ، ثم بعثوا بذلك عبدالله بن أبي ربيعة ، وعمرو بن العاص ، وأمروهما بأمرهم ، وقالوا لهما ‏‏:‏‏ ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم ، ثم قدما إلى النجاشي هداياه ، ثم سلاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فخرجا حتى قدما على النجاشي ، ونحن عنده بخير دار ، عند خير جار ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل ‏أن يكلما النجاشي ، وقالا لكل بطريق منهم ‏‏:‏‏ إنه قد ضوى إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينكم ، وجاءوا بدين مبتدع ، لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم ، فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم ، فإن قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم ؛ فقالوا لهما ‏‏:‏‏ نعم ‏‏.‏‏

ثم إنهما قدما هداياهما إلى النجاشي فقبلها منهما ، ثم كلماه فقالا له ‏‏:‏‏ أيها الملك ، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم و عشائرهم لتردهم إليهم ، فهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ ولم يكن شيء أبغض إلى عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع كلامهم النجاشي ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقالت بطارقته حوله ‏‏:‏‏ صدقا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فغضب النجاشي ، ثم قال ‏‏:‏‏ لاها الله ، إذن لا أسلمهم إليهما ، ولا يكاد قوم جاوروني ، ونزلوا بلادي ، واختاروني على من سواي ، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم ، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ، ورددتهم إلى قومهم ، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما ، وأحسنت جوارهم ما جاوروني ‏‏.‏‏

 الحوار الذي دار بين المهاجرين والنجاشي

قالت ‏‏:‏‏ ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم ، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ، قال بعضهم لبعض ‏‏:‏‏ ما تقولون للرجل إذا جئتموه ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ نقول ‏‏:‏‏ والله ما علمنا ، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن ‏‏.‏‏

فلما جاءوا ، وقد دعا النجاشي أساقفته ، فنشروا مصاحفهم حوله ، سألهم فقال لهم ‏‏:‏‏ ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به في ديني ، ولا في دين أحد من هذه الملل ‏‏؟‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه ، فقال له ‏‏:‏‏ أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ؛ فكنا على ذلك ، حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ؛ وأمرنا أن نعبدالله وحده ، لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام - قالت ‏‏:‏‏ فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ما جاء به من الله ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا ، وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ؛ ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نُظلم عندك أيها الملك ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فقال له النجاشي ‏‏:‏‏ هل معك مما جاء به عن الله من شيء ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقال له جعفر ‏‏:‏‏ نعم ؛ فقال له النجاشي ‏‏:‏‏ فاقرأه علي ؛ قالت ‏‏:‏‏ فقرأ عليه صدرا من ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ كهيعص ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فبكى والله النجاشي حتى اخضلَّت لحيته ، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم ، حين سمعوا ما تلا عليهم ‏‏.‏‏

ثم قال لهم النجاشي ‏‏:‏‏ إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ، ولا يُكادون ‏‏.‏‏

 رأي المهاجرين في عيسى عليه السلام أمام النجاشي

قالت ‏‏:‏‏ فلما خرجا من عنده ، قال عمرو بن العاص ‏‏:‏‏ والله لآتينه غدا عنهم بما أستأصل به خضراءهم ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقال له عبدالله بن أبي ربيعة ، وكان أتقى الرجلين فينا ‏‏:‏‏ لاتفعل ، فإن لهم أرحاما ، وإن كانوا قد خالفونا ، قال ‏‏:‏‏ والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ ثم غدا عليه من الغد فقال له ‏‏:‏‏ أيها الملك ، إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما ، فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فأرسل إليهم ليسألهم عنه ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ ولم ينـزل بنا مثلها قط ‏‏.‏‏ فاجتمع القوم ، ثم قال بعضهم لبعض ‏‏:‏‏ ماذا تقولون في عيسى بن مريم إذا سألكم عنه ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ نقول والله ما قال الله ، وما جاءنا به نبينا ، كائنا في ذلك ما هو كائن ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فلما دخلوا عليه ، قال لهم ‏‏:‏‏ ماذا تقولون في عيسى بن مريم ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقال جعفر بن أبي طالب ‏‏:‏‏ نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم ، يقول ‏‏:‏‏ هو عبدالله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم ‏العذارء البتول ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فضرب النجاشي بيده إلى الأرض ، فأخذ منها عودا ، ثم قال ‏‏:‏‏ والله ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود ، قالت ‏‏:‏‏ فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال ؛ فقال ‏‏:‏‏ وإن نخرتم والله ، اذهبوا فأنتم شُيوم بأرضي - والشيوم ‏‏:‏‏ الآمنون - مَن سبَّكم غرم ، ثم قال ‏‏:‏‏ من سبكم غرم ، ثم قال ‏‏:‏‏ من سبكم غرم ‏‏.‏‏ ما أحب أن لي دبرا من ذهب ، وأني آذيت رجلا منكم - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال دبرا من ذهب ، ويقال ‏‏:‏‏ فأنتم سيوم ، والدبر ‏‏:‏‏ بلسان الحبشة ‏‏:‏‏ الجبل - ردوا عليهما هداياهما ، فلا حاجة لي بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي ، فآخذ الرشوة فيه ، وما أطاع الناس فيّ فأطيعهم فيه ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به ، وأقمنا عنده بخير دار ، مع خير جار ‏‏.‏‏

 المهاجرون يفرحون بانتصار النجاشي على عدوه

قالت ‏‏:‏‏ فوالله إنا لعلي ذلك ، إذ نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فوالله ما علمتُنا حزنَّا حزنا قطُّ كان أشد علينا من حزن حزنَّاه عند ذلك ، تخوفا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي ، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ وسار إليه النجاشي ، وبينهما عرض النيل ، قالت ‏‏:‏‏ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ‏‏:‏‏ من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا بالخبر ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقال الزبـير بن العوام ‏‏:‏‏ أنا ، قالوا ‏‏:‏‏ فأنت ‏‏.‏‏ وكان من أحدث القوم سنا ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ، ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ، ثم انطلق حتى حضرهم ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فدعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه ، والتمكين له في بلاده ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فوالله إنا لعلى ذلك متوقعون لما هو كائن ، إذ طلع الزبير وهو يسعى ، فلمع بثوبه وهو يقول ‏‏:‏‏ ألا أبشروا ، فقد ظفر النجاشي ، وأهلك الله عدوه ، ومكن له في بلاده ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فوالله ما علمتنا فرحنا فرحة قط مثلها ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ ورجع النجاشي ، وقد أهلك الله عدوه ، ومكن له في بلاده ، واستوسق عليه أمر الحبشة ، فكنا عنده في خير مـنـزل ، حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة ‏‏.‏‏